إذا رأيتم رجلاً يعامل امرأة بفتور أو عدائية بعد أن كان يهش و يبش في وجهها فتأكدوا من أنها قد "ضربته على أم رأسه" باتخاذها موقفاً احتجاجياً من تجاوزه للمسموح و محاولته اختراق حاجز الرصانة و الاحترام الذي لا بد أن يظل قائماً بين أي رجل و أية امرأة لا تربطهما صلة قربى أو زواج
و ما بين رصانة العلاقة الرسمية و ابتذال التجاوزات الخارجة توجد منطقة وسطى "مهمشة" و غير "مأهولة" بالكثيرين على الرغم من غناها بالموارد الطبيعية هي منطقة الصداقة "النظيفة" بين الجنسين .
هذه الصداقات تعوِّل في نهوضها على النِّدية الفكرية أو الأكاديمية لذا فهي غالباً ما تنشأ بين المثقفين و المثقفات، و نجاحها يكون مرهوناً بثبات الظروف المناخية التي تصاحب نشوءها و تساعد في نموها
و ما بين رصانة العلاقة الرسمية و ابتذال التجاوزات الخارجة توجد منطقة وسطى "مهمشة" و غير "مأهولة" بالكثيرين على الرغم من غناها بالموارد الطبيعية هي منطقة الصداقة "النظيفة" بين الجنسين .
هذه الصداقات تعوِّل في نهوضها على النِّدية الفكرية أو الأكاديمية لذا فهي غالباً ما تنشأ بين المثقفين و المثقفات، و نجاحها يكون مرهوناً بثبات الظروف المناخية التي تصاحب نشوءها و تساعد في نموها
في الغالب تصل المرأة المثقفة الواعية إلى هذه المنطقة الوسطى بسهولة و يسر و ثقة كبيرة بالذات و بالصديق بينما يتعثَّر الرجل و يتباطأ قبل أن يتمكن من الوصول إليها سالماً و بعد قدر وافر من المماحكة و التلكؤ
الرجل المثقف الذي يزعم أنه يجيد التفريق بين "النساء" و "الحريم" لا يرضى بأن يكون أقل من فارس الأحلام في حياة الأنثى التي يراها متميزة و جديرة باحترامه و مودته، و قد لا تسعفه كل الكتب و النظريات و النصوص المتحررة التي شرب مضامينها و اقتبس من نورها إذا كان هذا النِّد الفكري أو الثقافي أو الأكاديمي امرأة بها مسحة من جمال
فما أن يلحظ بعض هؤلاء مسحة الجمال تلك حتى يطوحون بالموضوعية و التجرد إلى أقرب نهر ثم ينتقلون بآلة الزمن إلى العصر الحجري أو إلى الطور الأول في نظرية داروين - لست أدري بالضبط - كل ما أدريه أنهم يتقهقرون على نحو مؤسف، فتعاني "بت الناس" المثقفة من الخجل و الإحباط و الحزن جراء نوبات التبسم الهستيري و التصريحات الشخصية و الإيحاءات غير
بينما يعيش البعض الذي يُغلِّب بصعوبة بالغة النزاهة و الموضوعية على ذلك الإغراء - المتمثل في ركوب آلة الزمن إلى العصر الحجري - في مكابدة حقيقية من تغيُّرات الجو بعد انتقالهم إلى مناخ مغاير لما اعتادوا و نشئوا عليه من موروثات تبرز على السطح عند أول اختبار حقيقي لأبجدياتهم و مسلماتهم في التعامل مع المرأة
فيشكون انخفاض درجة الحرارة في تلك المنطقة، و يصابون بالرشح و الزكام و الحمى ثم يواصلون التذمر و التأفف سراً دون أن يجرؤ أحدهم على البوح بذلك حتى لا يعلن رسوبه في اختبار الصداقة، ذلك الرسوب الذي قد ينفي ذيوعه الكثير من الادعاءات التي يرددونها طوال الوقت
قد يعتاد هذا البعض على تلك الأجواء بعد أن يدب اليأس في قلبه من احتمال أن يكون هو "شهريار" تلك "الشهرزاد" الذكية و من ثبات تلك الأجواء المعتدلة التي لا تعتريها غيوم أو عواصف من أي نوع
قلة قليلة جداً من بين كل هؤلاء و أولئك هم الذين يعرفون ماذا يريدون بالضبط من أنفسهم و من غيرهم، هؤلاء ينتقلون بمحض إرادتهم و بمنتهى اليسر إلى تلك "المنطقة الوسطى" و ينعمون بهوائها العليل النظيف
بينما يعيش المثقفون الأدعياء مع ازدواجية المعايير و لسان حالهم يردد ما كان يقوله أحد المدرسين من زملاء والدي – حاج أبو زيد - عن زميلاته قبل ثلاثة عقود من الزمان، فقد كان ذلك (الزميل) يقول عندما يقابل بعض المدرسات في أماكن أخرى غير المدرسة ثم يجد صعوبة في التعرف عليهن
يا أخواننا ديل حريم و لا مُدرِّسات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هناك فرق - الرأى العام - 2007م
No comments:
Post a Comment