Sunday 2 September 2007

He's Just Not That Into You !

في أمريكا حيث يبصق الناس في وجوه الساسة ثم يمشون على الأرض هوناً ، و "همبريب" الحريًَّات المبذولة – بحسب ذمة وسائل الإعلام - يلفح وجوههم الباسمة من كل الزوايا الممكنة ، لا يزال حق تقرير مصير العلاقات الخاصة في يد الرجل وحده
بينما تقبع النساء تحت أشجار الظن و الترقُّب في انتظار الخاتم "إياه" ، و هنَّ يتمرنَّ أمام المرايا على إجادة أدوارهن المنتظرة في الهتاف بـ كلمة (أقبل) رداً على طلب الزواج التقليدي الذي يأتي في الغالب بعد "سلة روح " معتبرة بفعل "مماطلة" لا بأس بها قد تمتد لسنوات طِوال من العيش تحت سقف واحد ! إنَّما الذي يعجبني في كل هذا – على الرغم من رداءة الفكرة العامة – أن هؤلاء القوم لا يمزحون البتَّـة في حكاية العرض أو القبول هذه ! " فالنطَّة " من عرض الزواج بعد تلقُّف الأنثى له جريمة يعاقب عليها القانون !. الغريب أن المرأة الأمريكية برغم تحررها لا تزال تلجأ إلى التخمين و التحليل لمعرفة نوايا رجلها فيما يختص بجدية العلاقة . فبينما ترسل "عبير" (عندنا) صديقتها "نسرين" لمحاولة اختبار جدية "زهير" بشأن العلاقة من خلال التظاهر بالفتنة - ثم قد يتظاهر هو بالوسامة ، الأمر الذي يعني الجنوح إلى الخيانة ، و قد يتمسك بالإصرار على السَّماجة ، الأمر الذي يعني الإخلاص ! – تلجأ المرأة الأمريكية إلى مستشار في شئون العلاقات يرسم لها خارطة الطريق - إن هي شاءت - في مقابل رزمة محترمة من الدولارات ! . و قد حدث أن قامت " أوبرا وينفري " باستضافة باحثيْن في برنامجها الحواري - الذي تبث قناة الـ إم . بي . سي حلقات "بايتة " منه – هذين الباحثين قاما بتأليف كتاب عن فنون التعرُّف على جديَّة الرجل في العلاقات العاطفية من عدمها . عنوان الكتاب " إنه لا يميل إليك ِ " ، و تتولى فصول الكتاب شرح فكرة العنوان من خلال وضع الافتراضات و تقديم الاستنتاجات ، فعلى سبيل المثال لا شيء يبرر عدم إجراء مكالمة هاتفية تستغرق دقائق معدودة ، الأمر الذي يعني أن تقصير الرجل في أمر المكالمات الهاتفية يُبرهن على عدم جديته في العلاقة ! . طيب ، هل تحتاج معرفة هذه الأمور التي لا يمكن أن تفوت على حدس الأنثى إلى مستشارين ؟! . و هل تحتاج المرأة إلى تصفُّح كتاب مماثل قبل أن تركُل الرجل المراوغ خارجاً و بكل سرور ؟! . ثُمَّ هل يستحق الأمر كل هذا العناء ؟! . " و الله يا هو " ! .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قيلولة - صحيفة الرأى العام - 2007

No comments: